موسم السليقة في السويداء.. طقس يتسم بالمحبة والفرح احتفاءً بعطاء الأرض
لايزال موسم سليقة القمح من أهم طقوس التراث في السويداء، ينتظره الأهالي في مثل هذه الأوقات من السنة فهو تتويج لجهودهم واحتفاء بعطاء الارض وخيرها.
وعن طقوس السليقة تحدثنا السيدة "أم جميل" وقد بدأت بتجهيز ما يلزم للبدء بسلق القمح قائلة: "مع ساعات الفجر الأولى ابدأ بتجهيز الحطب لإشعال الموقد بينما يقوم زوجي وأبنائي بغسل حبات القمح لوضعها في القدور الكبيرة وملئها بالماء لسلقها".
وتضيف أم جميل: "للسليقة طقوس وأجواء خاصة، تضفي عليها الفرح والتعاون بين الأهل والجيران لإنجاز العمل بسرعة على صوت الأهازيج والأغاني ليمر الوقت دون الشعور بالتعب أو الملل".
بدورها السيدة "إقبال السمور" تقول: "مع انتهاء موسم الحصاد وجمع القمح من البيادر ننتظر الأجواء المناسبة ليوم السلق ويفضل أن يكون الجو حاراً كي تجف حبات القمح المسلوقة بسرعة مما يساعد في الحصول على مادة البرغل بمواصفات جيدة".
وتتابع السمور: "على الرغم من وجود أنواع جاهزة من البرغل إلاّ أنني أفضل أن أقوم بإعداده بنفسي لأنّ السليقة من الطقوس الجميلة التي تجمع الأقارب والجيران للعمل معاً، وسعادتي لا توصف عندما يجتمع الأطفال حول الموقد ينتظرون حبات القمح حتى تنضج، وكل منهم يحمل صحنه ليحضى بحبات القمح المسلوقة ويرش عليه السكر في مشهد يفرح القلوب".
وتضيف: "عند الانتهاء من عملية سلق القمح يتم فرشها على أسطح المنازل أو الشرفات كي تجف، ثم تتعاون النساء على تنقيتها استعداداً لجرشها، وصناعة البرغل".
تحافظ النسوة في محافظة السويداء على العادات والموروثات التي تعلمنها من أمهاتهن وجداتهن، وأهم هذه العادات تجهيز المونة للشتاء.
بتوقيت دمشق|| خزامى القنطار _ تصوير حسان السمارة
عدد القراءات: 142