مناقشة توصيات المراجعة الإقليمية السادسة للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية 2023 في ورشة عمل بدمشق
انطلاقاً من تعثّر تنفيذ برامج السياسة السكانية في سورية بات من الضروري صياغة سياسة سكانية جديدة، فعملت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية الحكومية الرسمية والأهلية في سورية في إطار تحديث وثائق السياسة السكانية المحلية للعمل على وضع تداخلات استهدافية لردم فجوة تدهور المؤشرات الديموغرافية التنموية.
وبهدف مناقشة تقرير المراجعة الإقليمية السادسة للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية ٢٠٢٣ الذي تم عقده في أيلول الماضي في بيروت بمشاركة سورية، نظّمت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان اليوم ورشة عمل بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والتنمية لمناقشة أبرز التوصيات الصادرة عنه وترابطها مع التزامات نيروبي.
بيّنت المهندسة "سمر السباعي" رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان في تصريح خاص للصحفيين أنّه تم تنظيم هذه الورشة بهدف عرض نتائج المراجعة الإقليمية السادسة لمؤتمر السكان والتنمية التي تمت في أيلول الماضي، حيث عملت سورية على إعداد تقريرها ليكون ضمن التقرير الإقليمي ويُضمن داخله ويتم عرضه في بيروت بالشراكة مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي.
وأوضحت أنّ التقرير قام بإعداده مجموعة من الوزارات والتي تضمن بيانات هامة جداً تقارب الملف السكاني وتقارب الالتزامات التي وعدت سورية بتحقيقها في قمة نيروبي بعام 2019 والتي تعمل جميع الجهات على تحقيقها، مشيرة إلى أنّه كان مجموعة من التوصيات نتجت عن المؤتمر تم عرضها ضمن هذه الورشة.
وأضافت: "كانت التوصية الأولى التي صدرت عن المؤتمر هي التوصية التي قدمتها الجمهورية العربية السورية وهي التأكيد على الشكل السليم للأسرة وحمايتها وتعزيز وجودها، وهو الملف الأهم الذي تعمل عليه الجمهورية العربية السورية، ونحن كهيئة معنية بشؤون الأسرة دخلنا بشراكة مع الجميع لحمايتها من جميع الأفكار المغلوطة والتشويه الذي يحاول النيل من الشكل السليم للأسرة".
وأكّدت المهندسة السباعي أنّ سورية لم تتوقف عن العمل بملف السكان رغم الحرب البشعة التي مرت عليها وتعتبر هذا الموضوع أولوية، وتم تعديل العديد من قوانين منها الأحوال الشخصية، وتعديل قانون العقوبات، وتم إصدار قانون الطفل الذي أحاط بجميع الجوانب لحماية الطفل السوري، وتم العمل على العديد من الخطط والاستراتيجيات منها خطة العدالة بين الجنسين وخطة الحد من الزواج المبكر، واستراتيجية حماية المسنين.
بدورها السيدة "مورييل مافيكو" ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية بيّنت أنّه بالنسبة لقمة نيروبي يوجد ثلاثة توصيات تم ذكرها اليوم والتزمت بها الجمهورية العربية السورية أولاً: هي خفض نسبة الزواج المبكر، ثانياً: ضمان وصول شامل لكل النساء إلى وسائل تنظيم الأسرة، ثالثاً: انخفاض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة، مؤكدة أنّ الصندوق يعمل على هذه الالتزامات مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان ومع الوزارات الأخرى، ونرى اليوم تقدّماً قد تم إحرازه مثل انخفاض عدد الزواج المبكر، وانخفاض وفيات الأمهات والأطفال، مشيرة إلى أنّ هذا التقدم يمكن أن يكون بطيء بعض الشيء بسبب الحرب والظروف التي مرت بها سورية، ولكن هذه الشراكة مهمة جداً لإنجاز هذه الالتزامات.
السيد "وضاح الركاد" مدير السكان في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أكّد أنّ هذه الورشة تأتي في سياق التعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بهدف استعراض التقرير الوطني الذي قدّمته سورية في ورشة عمل في المؤتمر الإقليمي في بيروت في أيلول 2023، ووضع هذه الرسائل أمام الجهات المعنية من الوزارات التي كانت شريكة في إعداد هذا التقرير ليصار إلى إعداد مصفوفة عمل تنفيذية ووضع أنشطة وأولويات سورية بالنسبة لهذه الرسائل وما هي سبل تحقيقها.
يُذكر أنّ المؤتمر الدولي للسكان عقد في القاهرة عام 1994 وبعد مرور 30 عاماً على انعقاد هذا المؤتمر تجري عملية مراجعة كل عشر سنوات ومراجعات إقليمية كل خمس سنوات، وهذه المراجعة هي السادسة على مستوى إقليم الوطن العربي، وهدفها قياس التقدم المحرز وما هي أبرز التحديات، وأبرز المشاكل، وما هي الدروس المستفادة من تجارب الدول العربية، بالإضافة إلى الحلول والسياسات القائمة بشكل رئيسي، وينتج عن المؤتمرات الإقليمية تقرير يرفع إلى الأمم المتحدة ليوحّد ضمن صيغة تقرير عالمي حول سكان العالم والذي من المقرر إطلاقه في شهر نيسان عام 2024.
بتوقيت دمشق|| علا أبو سعيد