تمثّل زراعة الفستق الحلبي جزءاً أساسياً من الاقتصاد الزراعي في سورية، حيث تشتهر بمحصول فستق ذو جودة عالية، وحقق هذا المحصول نجاحاً كبيراً ضمن الأسواق الخارجية. ويعتبر الفستق الحلبي من أشهر وأفضل أنواع الفستق في العالم، وهو معروف بجودته العالية ومذاقه اللذيذ، ويعد من أهم المحاصيل الزراعية في حلب وريف حماة، ويشكّل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الزراعية والاقتصادية في المنطقة. مدير مكتب الفستق الحلبي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس "يونس الحمدان" بيّن أنّ تقدير الإنتاج الأولي لمحصول الفستق الحلبي للموسم الحالي تتجاوز 77 ألف طن في المناطق الآمنة وغير الآمنة بزيادة 32 ألف طن عن الموسم الماضي، لافتاً إلى أن هذا أعلى إنتاج حققه القطر وفق احصائيات وزارة الزراعة بمساحة إجمالية 65 ألف هكتار وعدد أشجار 9.7 مليون شجرة، منها 7.7 مليون شجرة في مرحلة الإثمار. ولفت إلى أنّ تقديرات الإنتاج في المناطق الآمنة تبلغ 33 ألف طن بينما بلغت في المناطق غير الآمنة 44 ألف طن، وأتت محافظة حماة بالمركز الأول بالإنتاج بكمية 17826 طناً، تلتها إدلب بكمية 11403 طناً، وحلب 2758 طناً، وحمص 756 طناً، والسويداء 379 طناً، والغاب 143 طناً، ودرعا 21 طناً. وأشار الحمدان إلى أنّ أعلى إنتاج إجمالي هو في محافظة حلب بكمية 46508 طن في جميع المناطق الآمنة وغير الآمنة. وأوضح المهندس الحمدان لموقع "بتوقيت دمشق" أنّ تصدير الفستق الحلبي يتم بشكل سنوي وهو مستمر، وحتى تاريخه تجاوزت كميات التصدير 941 طن من القلب (اللب) و68 طن بغلافه الخشبي (بقشره) و1764 طن أخضر، وشمل التصدير العديد من البلاد العربية والأوروبية مثل الأردن والإمارات والبحرين والجزائر والسعودية والكويت وتونس وسلطنة عمان وقطر ولبنان ومصر، أما البلاد الأوروبية فتمثلت بألمانيا والسويد وهولندا ولكن بكميات قليلة نسبياً من القلب أو اللب، إضافة إلى استراليا واندونسيا. وعن أهم الصعوبات التي تواجه المصدرين بين المهندس الحمدان أنّها تتمثّل أولاً بحصر تحليل الافلاتوكسينات في مخبر دمشق وهم يطالبون بتفعيل مخابر حمص وحماة، إضافة إلى صعوبة تحويل المبالغ المالية من الخارج إلى المصدرين في الداخل، وثالثاً ارتفاع سعر الفستق الحلبي في سورية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج الناتج عن العقوبات الخارجية مقارنة بالدول المنتجة للفستق الحلبي مما أضعف قدرة المنافسة في الأسواق الخارجية. ولفت المهندس الحمدان إلى أنّ الأحداث الأخيرة في لبنان آثرت سلباً على التصدير حيث انخفضت الكميات المسوقة علماً أنه لتاريخه لم يتوقف التصدير إلى لبنان وبلغت كميات الفستق الحلبي الأخضر المسوق إلى لبنان 1482 طناً من إجمالي الكميات المصدرة لدول الخليج والبالغة 1764 طناً. وأكّد المهندس الحمدان أنّ وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تقدم كافة التسهيلات المتعلقة بالتصدير من خلال التصديق على شهادة المنشأ الصادرة عن الغرف الزراعية وأيضاً منح الشهادة الصحية من مراكز الحجر والتأكد من خلوها من الآفات والممرضات الحشرية والفطرية ومطابقتها للمواصفات العالمية. وأشار المهندس الحمدان إلى أنّ مكتب الفستق الحلبي يعمل من خلال مشروع تطوير وتسويق الفستق الحلبي الذي يهدف خلال مراحله الأولى إلى إعداد خارطة الملائمة البيئية والتوسع لزراعة الفستق الحلبي والحصول على أصول مقاومة للآفات والأمراض وانتخاب أصناف حديثة جيدة المواصفات من حيث الحجم وجيدة للتحميص لزيادة القدرة التنافسية التصديرية للمنتج السوري، وتقوم الوزراة أيضاً بالمحافظة على الأسواق في الدول التي تصدر لها سنوياً وتعمل حالياً على فتح أسواق تصديرية جديدة مثل الصين ودول صديقة أخرى. وأكّد أنّ المكتب يعمل على تفعيل المؤشر الجغرافي للفستق الحلبي ريد بيستاشيو أليبو وإدراج الفستق الحلبي في صندوق دعم الصادرات. بتوقيت دمشق || علا أبو سعيد _ هبه بركات