أوضح مدير السياسات الزراعية والمكلّف بإدارة صندوق دعم الإنتاج الزراعي المهندس "رائد حمزة" أنّ الصندوق يضع خططاً سنوية تتماشى مع أهداف استراتيجية حددها المرسوم المؤسس له، وتتمحور هذه الخطط حول تعزيز الأمن الغذائي، والكفاءة الاقتصادية، والتنافسية في القطاع الزراعي. وبين المهندس حمزة لموقع "بتوقيت دمشق" أنّ الصندوق يقدّم دعماً مباشراً لمستلزمات الإنتاج لتقليل تكاليفها، إضافة إلى دعم المنتجات الزراعية لتعزيز تنافسيتها في الأسواق المحلية والدولية، وخصوصاً للمحاصيل الاستراتيجية، بما يضمن دخلاً مجزياً للمزارعين ويعزز استدامة هذه الزراعة، لتحقيق هذه الأهداف. وأشار المهندس حمزة إلى أنّ إعداد الخطة السنوية يعتمد على تقييم أداء المواسم السابقة لتحديد نقاط الضعف والاحتياجات، لا سيما تلك المتعلقة بالأمن الغذائي، مبيناً أنّ خطة 2024 تضمنت دعماً لمستلزمات الإنتاج، إلى جانب تمويل أنشطة تهدف إلى دعم الدخل الاقتصادي والتنمية الزراعية. وكشف المهندس حمزة عن أبرز المحاصيل التي سيشملها دعم الصندوق في عام 2025، ومنها بذار القمح المحسن بالتعاون مع المؤسسة العامة لإكثار البذار، إلى جانب الشعير والذرة الصفراء، حيث يتم شراء هذه المحاصيل من الفلاحين لصالح المؤسسة العامة للأعلاف. وأكّد أنّ برنامج دعم بساتين الحمضيات سيستمر لمن يرغب بإعادة تأهيل بساتينهم، حيث خُصص حوالي 140 مليون ليرة سورية للبرنامج، وقد تم إنفاق نحو 37 مليون ليرة خلال عام 2024، وتوزيع 9000 غرسة مجانية، مع مواصلة البرنامج لدعم الإنتاج في السنوات القادمة. ولفت المهندس حمزة إلى أنّ الصندوق يدعم أيضاً تربية دودة الحرير، وهناك توجه لإعادة هذه التربية في بعض المحافظات، وتم استيراد نحو 100 علبة من بيض دودة الحرير من الهند في عام 2024 بالتعاون مع غرفة الزراعة، ونظراً لتكلفتها العالية التي قد تكون عبئاً على الأسر غير القادرة على شرائها، فقد تقرر دعم هذا القطاع في عام 2025 حسب أسعار الاستيراد. ونوّه إلى أنّ الصندوق يدعم المزارع السمكية الأسرية، حيث سيقوم بدعم 50% من قيمة أصبعيات الأسماك لكل كيلوغرام منها، بهدف دعم الثروة السمكية وزيادة الإنتاج المحلي. وأكد المهندس حمزة على مرونة الصندوق في تقديم الدعم لمحاصيل غير مدرجة ضمن خطته السنوية، مشيراً إلى موافقة مجلس الوزراء مؤخراً على دعم العنب العصيري لصالح شركات تصنيع العنب في حمص والسويداء بقيمة 500 ليرة سورية لكل كيلوغرام، حيث قرر دعم 10 آلاف طن لتسويقها لصالح شركتي العصير في المحافظتين، موضحاً أنّ الصندوق يخصص 20% من ميزانيته كاحتياطي لدعم المحاصيل التي يوصي بها مجلس الوزراء أو وزارة الزراعة وفقاً للظروف. وبيّن المهندس حمزة أنّ آلية الدعم تتم وفق دعم مستلزمات الإنتاج ودعم سعر المنتج النهائي بالنسبة للمحاصيل التي تتسوقها المؤسسات الحكومية، حيث يتم تحول المبالغ التي تعبر عن فرق بين السعر المدعوم وسعر المبيع لصالح الجهة المعنية، وهذه التحويلات تتم عن طريق المصرف الزراعي التعاوني. وأشار المهندس حمزة إلى أنّ الصندوق واجه تحديات سابقة في تقديم الدعم، حيث كان يتم على أساس المساحات المزروعة، ما كان يتطلب دقة عالية في تقدير المساحات الفعلية، لكن هذه الآلية أُلغيت منذ سنوات. وأوضح أنّ سياسات الدعم في العام المقبل ستركز على زيادة الإنتاجية وتوسيع مساحة زراعة القمح لتقليل فاتورة الاستيراد وتعزيز الأمن الغذائي الوطني. بتوقيت دمشق|| هبه بركات