عدّل مصرف سورية المركزي سعر صرف الليرة أمام الدولار في نشرته الخاصة بتداولات المصارف ليصبح سعر الصرف في هذه النشرة 6532 بدلاً من السعر الذي كان معمولاً به 4522 ليرة، واعتبر عدد من الخبراء الاقتصاديين أنّ هذه الخطوة إيجابية للوصول إلى سعر صرف موحّد كما كان قبل الحرب، لأنّه يضبط السياسة النقدية ويسمح بالتحكم بسعر الصرف بشكل أكبر. الخبير الاقتصادي الدكتور "علي محمد" اعتبر أنّ نسبة الرفع 44% هي نسبة مرتفعة ولابد أن يكون المركزي قد أصدرها بعد دراسات بحيث لا تؤثر بشكل سلبي على أي شي. وأوضح الدكتور محمد لموقع "بتوقيت دمشق" أنّ نشرة المصارف هي نشرة مختصة فقط بعدّة بنود، حيث تحسب على أساسها ميزانيات المصارف، وبعض الحوالات التي لا تحتسب على أساس نشرة الحوالات والصرافة، والسيولة الموجود في البنوك، ويتم على أساسها احتساب أيضاً الحسابات المصرفية ما قبل شباط 2023. وبيّن الدكتور محمد أن هذه النشرة تمول على أساسها القمح والمشتقات النفطية وهذا يعني أن أسعار القمح والمشتقات النفطية المستوردة ستكون أعلى بالليرة السورية بنسبة 44%، مما يعني أن كتلة الدعم المطلوبة للقمح والمشتقات النفطية ستكون أكبر، متسائلاً كيف سيتم تأمين كتلة الدعم المطلوبة؟ وأكّد الدكتور محمد أنّ رفع سعر الصرف في نشرة المصارف لا يؤثّر على ارتفاع الأسعار، لكن المؤثر المباشر هو ارتفاع الدولار الجمركي في نشرة الجمارك لأنّ ارتفاعها سيؤثّر على كل المستوردات وبالتالي رفع الأسعار بشكل ملموس، ووفقاً للتجارب السابقة فإنّ تعديل نشرة المصارف يرافقها دائماً تعديل في نشرة الجمارك رغم أنّ المصرف المركزي نفى أن يكون هناك أي تعديل في هذه الفترة. وأشار الدكتور محمد إلى أنّ سورية لديها حالياً تعدد بأسعار الصرف حيث يوجد سعر للدولار الجمركي وآخر للحوالات وآخر للمصارف، فسابقاً كان هناك نشرة واحدة هي نشرة المصارف، كانت تموّل على أساسها المواد الأساسية مثل السكر والرز لتبقى أسعارها معقولة وعلى سعر صرف منخفض، وكانت تموّل على أساسها 40 مادة ثم انخفض التمويل لـ 23 مادة ثم 17 ثم 11 وبعدها 7 مواد والآن تقتصر فقط على القمح والمشتقات النفطية، ثم أصبح هناك نشرة البدلات العسكرية والتي التغت الآن، ثم بدأت نشرة الحوالات والصرافة لتشجيع المواطنين على التصريف، وينحصر تأثير هذه النشرة لأنّها تحاكي السوق السوداء، صحيح أنّها تكون أقل لكن ارتفاعها وانخفاضها يعطي مؤشّر بعدم استقرار سعر الصرف، والأهم هي نشرة الجمارك أو الدولار الجمركي والتي تؤثر في ارتفاع الأسعار بشكل ملموس. عضو مجلس الإدارة في غرفة تجارة دمشق "محمد حلاق" أكّد أنّ رفع نشرة المصارف لا تؤثّر على رفع الأسعار بل ينحصر تأثيرها الإيجابي على موضوع التصريف على الحدود، فارتفاع الأسعار يتأثر بشكل ملموس بنشرة الدولار الجمركي أو نشرة الجمارك التي يتم على أساسها احتساب الرسوم الجمركية. وتأمل حلاق ألاّ يتم المساس بسعر الصرف الجمركي اليوم لأنّ هذا سينعكس على ارتفاع الأسعار للمستهلك بشكل مباشر، متمنياً توحيد سعر الصرف لكل النشرات والعمليات الحسابية من منصة أو جمرك وغيرها، وأن يكون سعر الصرف منخفض وموحّد وأقل من خمسة آلاف دولار. بتوقيت دمشق|| علا أبو سعيد